التصنيفات: الأسرة

كيف نتعامل مع الطفل العنيد ؟

كيف نتعامل مع الطفل العنيد والعصبي والمتشبث برغباته ؟

ليس هناك شيء يعكر صفو الوالدين ويصيبهم بالضيق من الأبناء أكثر من سلوك عدم الطاعة والاعتراض ” العند ” الذي يبديه بعض الأطفال، إذا كيف نتعامل مع الطفل العنيد؟

إن طاعة الأطفال أمل لكل الآباء والأمهات، ولكن هناك الكثير من شكاوى الوالدين التي تدور حول عند أطفالهم.

كيف نتعامل مع الطفل العنيد ؟

إن الطفل العنيد -الذي يبدو متصلبا في رأيه جامدا في تفكيره- يثير دهشة المحيطين به، وخصوصا والديه، فقد يصابان بالضيق والحرج لهذا العند وصلابة الرأي، فهو لا يريد أن يستمع إلى توجيهات الكبار، ولا يحب أن ينفذ إلا ما يريد هو،
حتى لو كان غير سليم أو لا يتماشى مع المنطق والعقل.

ومثل هذا الطفل العنيد يرفض بشدة تثير الدهشة والحيرة أمورا تمثل له أهمية مثل: النظافة، وغسل الوجه، والاستحمام، وتناول كوب الحليب، والنوم في الموعد المحدد، فيبدو مقاوما متشبثا برأيه لمقاومة توجيهات الكبار، وهذا السلوك المشاكس
المعاند يسبب ضيقا وقلقا للوالدين، وهو إذا كان مقبولا في مرحلة الحضانة فهو غير لائق ولا مقبول في مراحل العمر التالية للطفل.

وقد يخطئ بعض الآباء والأمهات في تفسير هذا العند، فيظنون أنه دليل على قوة شخصية الطفل، وتعبير عن تأكيده وحرصه على كرامته، وهم يخلعون على الطفل صفات لا تتماشى مع عنده ورعونته.

إقرأ أيضا: صفات الأب الحنون مع أولاده

والحقيقة كما يذكرها علماء النفس والتربية أن هذا السلوك لا يعبر عن هذا التصور الواهم الذي يتصوره بعض الآباء والأمهات، لأن أسلوب العند غير السوي يعبر عن ممارسات سلبية تبعد الطفل عن التفاعل الاجتماعي السليم، فليس العند
تعبيرا عن احترام الذات بقدر ما هو أسلوب يعبر عن المشاكسة واختلال العاقات الإنسانية السليمة.

والعند –كما يصفه علماء النفس والتربية- يعتبر من اضطرابات السلوك الاجتماعية الشائعة بين الأطفال، وقد يظهر العند على الطفل مثلا في البيت ويختفي في المدرسة أو العكس، وربما يظهر هنا وهناك. ويمارسه الطفل كوسيلة مؤقتة
مضمونها عدم تنفيذ الأمر لتحقيق أهداف ومقاصد آنية وسريعة. وقد نجد الطفل –وهو يوظف عنده- يحب أن يقلد الكبار في قسوتهم أو يميل إلى السيطرة والتعبير العنيف عن ذاته.

إقرأ أيضا: كيف تصنع مستقبل أولادك

ويعتبر سلوك العند القوي في الطفولة، بذورا لاضطراب الشخصية في الكبر، ويؤدي بالفرد عندما يكبر إلى فقدان حب بعض الآخرين له، كما يبعده عن التفاعل الاجتماعي بنجاح وتوفيق، وكذا عن التعاون مع الآخرين، وربما أدى به الأمر
إلى أن يصبح الصغير العنيد عند كبره شخصية عدوانية أو شخصية جامدة متسلطة. أما سلوك الطاعة العمياء الذي نعوده لبعض أطفالنا، فإنه يعرقل تطور التفكير الخلقي في الطفولة، وربما يمنع تطور ونمو التفكير الخلقي، فنجد الطفل يطيع
الأغراب في نفس العمر وربما الأصغر منه مهما كانت الأوامر فيها من سخافة أو رديئة، ويصبح ضعيفا في الدفاع عن نفسه، وغير ملم بالحقوق الاجتماعية لدرجة أن مثل هذا النوع من الأطفال الذين يمارسون الطاعة العمياء حينما يكبرون
يطيعون طلبات غير معقولة، وربما غير منطقية.

كيف نتعامل مع الطفل العنيد ؟

هناك بعض الإرشادات التي يمكن أن تعالج هذا السلوك المضطرب وهي:

– ينبغي ألا نقابل مقاومة الطفل بمقاومة مضادة، ولكن علينا أن نتفاهم معه ونحرص على إقناعه، ونشجعه لكي يتدبر الأمر ويفهم كيف يتصرف في كل أموره بصورة سليمة ومنطقية.
– الابتعاد عن أساليب الحماية الزائدة والتدليل المفرط، فهذه الأساليب تعود الطفل على أسلوب المخالفة.
– عدم ارغام الطفل على القيام بسلوكيات معينة في الأكل والملبس أو مراعاة أصول «الإتيكيت » فإن هذا الخضوع المتكلف قد يدفع الطفل إلى الخروج عليه ويقوده إلى التمرد على أصوله وحيثياته.
– عدم تفضيل الأب أو الأم لأحد الأبناء أو البنات، فإن ذلك التفضيل يكون -في غالب الأحيان- سببا في عند الطفل.
– على المدرسة أن تتابع الأطفال وتشجعهم على العمل الجماعي الذي يؤدي الأطفال فيه أدوارا اجتماعية مشبعة بالتعاون، بحيث تكون حريصة على تأكيد روح المودة والاعتراف بقدرات الآخرين، وتنمية وتبادل الأدوار بن الأطفال حتى يشعر
الطفل بالقيادة حينا والتبعية حينا آخر.
– على الآباء والأمهات أن ينتبهوا لأساليبهم في الطلب من الطفل القيام بعمل ما، أو عند إصدار التعليمات، مثل أن تكون نبرة الصوت هادئة، وأسلوب الكلمات لا يؤدي إلى شعور الطفل بالاستياء، ويستدعي المعارضة.
– أعط الطفل خيارا، قل مثلا: إما أن تلعب بهدوء أو تذهب وتلعب في خارج المكان؟ أو قل مثلا: هل تذهب للنوم الآن أم بعد مشاهدة التلفزيون؟
– على الآباء والأمهات ألا يكونوا متسلطين وألا يستخدموا القسوة في توجيه الأوامر وإصدار التعليمات لأطفال، ولا يجب أن يتوقعوا الطاعة الفورية، بل يجب إعطاء تنبيه مسبق للطفل، مثلا: باقي خمس دقائق على النوم.

كيف نتعامل مع الطفل العنيد ؟

في النهاية يجب على الآباء والأمهات أن يعوا جيدا أن للطفل حقوقا لا يجب إغفالها أو عدم تلبيتها، وهي حقوق تتعلق بالطفولة كمرحلة من مراحل عمر الإنسان، فكثير من الأمور التي يصنفها الآباء والأمهات بأنها حالة عند من الصغار تكون
بسبب ما يتعرض له الطفل من أساليب خاطئة في التربية يظن الآباء والأمهات أنها من مقومات التربية الأفضل أو الأخلاق والتهذيب، لكن الطفل في معارضته أو عنده لوالديه قد يحتاج للتعامل معه ككائن له الحق في التعبير عن رأيه، والعيش
كإنسان يمتلك الإرادة والحرية لتحقيق ذاته، وبالتالي يجب أن يتم أخذ كل ما يبديه الطفل من مطالب أو رفض في الاعتبار، ويكون بالحوار والإقناع وهي أفضل طريقة للتعامل مع الطفل العنيد، وعندها سوف يتخلى الطفل عن أساليب العند
ويستجيب لوالديه إذا ما نجح في دعم الجانب الإيجابي لديه، ومساعدته على تقدير ذاته، وهذا يرضيه ويبعث في نفسه الطمأنينة والاستقرار بأن احترامه لذاته يساوي تماما احترام الآخرين له، فيرى أنه هو موضع احترامهم، وأن آراءهما
موضع تقدير عنده.

—-
مراجع:
– رويدا محمد – الوعي الإسلامي

إقرأ أيضا: قصص تحكيها لطفلك

Share
admin

آحدث المواضيع

اضرار دواء تجريتول

اضرار دواء تجريتول     تجريتول هو دواء يستخدم لعلاج الصرع. يساعد في الوقاية من أنواع معينة من النوبات. كما أنه…

3 سنوات ago

كيف تعد حقيبة تدريبية ناجحة ؟

يبحث الجميع في مجال التدريب عن حقيبة تدريبية ناجحة تسهل إيصال البرنامج المعد للمتدربين ،وهي حقيبة تدريبية تضمن في نفس…

3 سنوات ago

أحبار طابعات اتش بيhp

أحبار طابعات اتش بيhp ذات الجودة العالية ستحصل على صور عالية الجودة كالفوتوغرافية، ومستندات بأحبار مقاومة للبهتان؛ لأن كل ما…

3 سنوات ago

أراضي مميزة في مخطط جوهرة العروس

هل تبحث عن فرصة للحصول على أرض مميزة تصلح للاستثمار الآمن أو السكن المتميز؟ يقدم لك مكتب المهم لعقارات جدة…

3 سنوات ago

اراضي في جوهرة العروس

مخطط جوهرة العروس المعتمد ضمن مخططات شمال مدينة جدة يوفر لكم عبر مكتب المهم للعقار فرصة امتلاك أراضي مميزة بالمخطط،…

3 سنوات ago

طريقة توثيق المصادر والمراجع APA

طريقة توثيق المصادر والمراجع APA إن من أهم الشروط التي يجب الالتزام بها عند عمل أي بحث علمي هو توثيق…

3 سنوات ago