العلاقة الزوجية في الفطرة
الإنسان مخلوق من ماء، ثم جعله ربنا تبارك وتعالى نسبا وصهرا. وذكرهما دليل على أهمية المصاهرة وقيمتها بحيث تنشأ بالزواج صلات جديدة من صلة الرحم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرحم معلقة بالعرش، تقول وصل الله من وصلني وقطع الله من قطعني .
صفات الزوج الصالح الذي يؤدي إلى العلاقة الزوجية الناجحة
أهم صفتين في الزوج: القوة والأمانة، في قصة موسى عليه السلام قال تعالى: فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) القصص25-27.
تعتبر قصة موسى عليه السلام، وهو من أولي العزم، أطول قصة في القرآن الكريم. ذكرت في العديد من سور القرآن بشكل مختصر وبشكل مفصل، الإنسان مخلوق من ماء، ثم جعله ربنا تبارك وتعالى نسبا وصهرا. وذكرهما دليل على أهمية المصاهرة وقيمتها بحيث تنشأ بالزواج صلات جديدة من صلة الرحم.
من عظات وعبر، في مختلف مراحل حياة موسى عليه السلام، منذ ولادته، ثم فتوته، ثم شبابه، ثم تكليفه بالرسالة من لدن رب العالمين ودعوته فرعون وقومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ومن ثم معاناته مع بني إسرائيل عندما أمرهم بدخول القرية، لما كتب الله عليهم القتال فتقاعسوا ورفضوا، وغير ذلك من الأحداث الهامة. ففي كل مرحلة من مراحل حياة موسى عليه السلام دروس وعبر كثيرة، منها الواردة في الآيات المذكورة أعلاه.
صفات الرجل الناجح التي تؤهله ليكون زوجا لفتاة سليمة الدين والخلق تدرك معاني الرجولة الحقيقية، أهمها صفتا القوة والأمانة. صفة القوة: صحيح أن سياق الآيات في هذا الموقف يشير إلى القوة الجسمية، لكن ألا تشير شخصية موسى عليه السلام في
سياق قصته في القرآن الكريم إلى أنه يمتلك أنواعا أخرى من صفات القوة بمعناها العام؟ قوة الإيمان والتقوى، قوة في الدعوة إلى الله عزوجل، قوة الكسب وتأمين الرزق، قوة في إعانة الآخرين، قوة في الدفاع عن الحق وإزهاق الباطل، قوة في الأخلاق.
صفة الأمانة من أهم الصفات في التعامل الإنساني. الإنسان المسلم أمين على دينه فلا يفرط فيه، أمين على أهله فلا يستهتر بهم، وأمين على عرضه لكي يحافظ عليه، أمين على ما عنده من مال ومتاع، وإن كان في موقع مسؤولية – مهما كانت درجة هذه المسؤولية – فهو أمين على حقوق الناس فلا يضيعها ولو كانوا غير مسلمين.
وغيرها من الصفات الحميدة التي دعت خديجة رضي الله عنها لاختيار الرسول صلى الله عليه وسلم زوجا لها حيث قالت للرسول صلى الله عليه وسلم «إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك.
صفات الزوجة الصالحة التي تؤدي إلى العلاقة الزوجية الناجحة
أهم صفتين في الزوجة: الودود الولود
أما صفات الزوجة التي يهدي الرسول صلى الله عليه وسلم لاختيارها فهي الودود الولود. و فيما يلي بعض الأحاديث النبوية عن صفات هذه الزوجة.
عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأة ذات منصب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟
قال: لا، ثم أتاه ثانية، فنهاه، ثم أتاه ثالثة، فقال عليه الصلاة والسلام: «تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم».
والودود المحب الودود: هي المرأة التي تتودد إلى زوجها وتبذل طاقتها في مرضاته.
– وقال صلى الله عليه وسلم : «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها، وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت ».
– وفي الحديث: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها، ولا مالها بما يكره 7».
وبمناسبة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا مالها بما يكره؛ قال صلى الله عليه وسلم : «ليس للمرأة أن تنتهك شيئا من مالها إلا بإذن زوجها ».تنتهك: انتهاك الحرمة: تناولها بما لا يحل. أي ألا تتصرف بمالها إلا بإذن زوجها.
قال صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى».
وصلاح الزوجة نوعان: الأول؛ بينها وبين ربها بأدائها العبادات وارتدائها الحجاب وغيرها من الواجبات. أما الثاني؛ في الحياة الزوجة، فتستلزم الصا ح بينها وبين زوجها.
وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت يزيد رضي الله عنها لما لاحظت أن الرجال يقومون بأعمال كالجهاد وحضور الجمع والجماعات وغيرها من الأعمال ينالون فيها ثوابا لا ينال مثله النساء، قال لها صلى الله عليه وسلم : «حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله» يعدل ما خص به الرجل من مميزات عن المرأة فيما ذكرته أسماء في حديثها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المرأة الصالحة تصبر على قلة زاد زوجها حتى يوسع الله عليه، المرأة الصالحة تحترم زوجها وتمسك لسانها عن إيذائه، المرأة الصالحة لا تجعل ديدنها الطعن في زوجها وأهله لأنه لم يحقق لها كل رغباتها فتشوه سمعته بين معارفها، المرأة الصالحة تعرف حدودها فلا تتدخل في كل شاردة وواردة من شؤونه الخاصة، المرأة الصالحة تعتني بزوجها فلا تهمل مأكله ومشربه وملبسه وراحته، المرأة الصالحة لا تتمسك بكل آرائها وتهمل رغباته وطلباته مهما كانت صغيرة بنظرها، المرأة الصالحة تحفظ له ماله فا تهدره، المرأة الصالحة تشعره أنه أفضل إنسان عندها.
المرأة الصالحة لا يهمها أين حل وارتحل بها – خاصة لكسب الرزق، طالما يبحث عن رزقه بشرف وكرامة ويبتغي مرضاة ربه.
تزوج موسى عليه السلام ابنة الرجل الصالح وعمل في خدمته ثمنا لمهرها، لم تعترض زوجته على الرحيل وسارا معا على بركة الله عائدين إلى مصر.
المرأة الصالحة تجعل بيتها روضة من رياض الجنة على الأرض، ترفرف عليه أعلام السكينة والمودة والرحمة.
نتائج الصفات الحسنة لكلا الزوجين التي تؤدي إلى العلاقة الزوجية الناجحة
إذا كان الرجل توافرت فيه صفات القوة والأمانة والرفق بزوجته والمرأة تحققت فيها صفات الودود العؤود المطيعة لزوجها؛ تلاقى الطرفان على القيم الفاضلة ونتج عن ذلك السكينة والمودة والرحمة وأصبح بيتا آمنا يسوده الاستقرار والسكينة. فلا مشاحنات ولا مشاجرات ولا قلق ولا اضطراب ولا إزعاج.
——
مراجع:
– إحسان عبدالعزيز الدبش – الوعي الإسلامي
إقرأ أيضاً:
أسباب فشل العلاقة بين الرجل والمرأة
صفات الأب الناجح
مشاكل زواج القاصرات
كيف تصنع مستقبل أولادك