إيمان القدوسي
أسئلة نسائية .. سألتني الفتاة المقبلة على الزواج وفي عينيها حيرة المحبين وبراءة الأسئلة البكر:
هل يحبني خطيبي أم لا؟ وكيف أعرف؟
لا تنفرد هذه الفتاة وحدها بالسؤال، فكل امرأة مهما كان عمرها أو وضعها يلح على خاطرها هذا السؤال، إنه أحد أسئلة الأنوثة الرئيسية، وهو أهمها على الإطلاق.
السؤال الأول الذي يشغل المرأة كلما تقدم بها العمر: كيف أحصل على الأمان؟
ولكن السؤال الأوسط هو الأهم: هل يحبني زوجي؟
لأنها لو وثقت بحبه وتقديره لها، فسيشعرها حبه بأنها أجمل الجميلات وفي كنف حمايته ستنام ملء عينيها آمنة مطمئنة.
كلام الرجل مدخل مهم لمعرفة شعوره، فإذا عبر بصدق وصراحة عن حبه سعدت الزوجة واطمأنت، ولكن هناك المجامل الذي يجيد استخدام الألفاظ المنمقة والخالية من المعنى، والعكس صحيح هناك أيضا من يمتلئ قلبه حبا ولا يعرف لسانه كيف يعبر، سيظل الكلام وسيلة محببة وليست مؤكدة للوصول لقلب المرأة، سيظل «الترمومتر» الداخلي للمرأة هو المقياس، فقد تسعدها كلمة بسيطة جدا وليست عاطفية، مثلا: كيف حالك؟ ولكن جاءت في وقتها وأحست هي من نبرة الصوت ولهفة العينين أنها تحمل عطر الحب الحقيقي.
أفعال الرجل أكثر مصداقية وأهمية من أقواله، الحب جوهره الاهتمام، يهتم المحب بكل ما يخص حبيبه من تفصيلات، ويحاول بالفعل أن يجلب الدنيا كلها له، حتى الحريص على ماله تجده ينفق عن سعة لشعوره أن النفقة في محلها تماما ما دامت ستسعد من يحب، ومن لا يملك المال الكثير يتصرف في حدود إمكاناته، ويكفيه وردة واحدة عوضًا عن باقة تعبر عن صادق حبه ومثلها الهدايا.. وجلسة على ضفة نهر تكفيه عن النزهات المكلفة.
تظهر المشاعر الحقيقية أكثر في أوقات الغضب والخلاف، ولن تخلو علاقة من لحظات الغضب أو الخصام، وهي ليست علامات سلبية بل هي علامة مؤكدة لصحة وقوة العلاقة، وإن علاقة الحب التي تخلو تماما من المشاكل هي علاقة فاترة جدا أو مفتعلة جدا وليست عميقة أو حقيقية، يأتي الغضب غالبا بسبب الغيرة أو التجاهل، أما الخصام فهو الوقت المناسب لتتضح أهمية الطرف الآخر في حياتك، لو شعرت بالفراغ والوحشة والحنين فهذا هو الحب، أما لو شعرت بالراحة النفسية وأن حياتك بدونه أفضل فالأمر يحتاج مراجعة.
أمران ليسا في صالح علاقة الحب الوليدة في فترة الخطوبة أو الفترة المبكرة عقب الزواج، محاولة السيطرة تماما على الطرف الآخر اختبارا لحبه، فهي علاقة تبادل محبة وسعادة وليست علاقة رق وإذعان، ولا داعي للدلال الزائد، وكلما اتسمت المعاملة بالرقي والعذوبة ازدادت قوة وعمقا.
الأمر الثاني المرفوض محاولة انتزاع الطرف الآخر من أهله وأصدقائه، وكأنها عملية تأميم أو نقل ملكية، هذه المحاولات تخنق العلاقة الوليدة وقد تجهز عليها تماما، الخطوبة هي مصاهرة ونسب بين أسرتين، وهي أيضا إضافة عنصر جديد لهما وليست- إطلاقا- خصما منهما، الزواج توسيع لدائرة العلاقات الاجتماعية للطرفين وليس انتزاعا لشخص من جذوره.
التعاون بين الطرفين على طاعة الله ورسوله عنصر مهم لإرساء أرض صلبة تستند إليها العلاقة وغرس نبتة زواجهما في أعماق الأرض لتنمو قوية ثابتة لا تهزها الرياح، والزواج في الإسلام رابطة شرعية محكومة بضوابط محددة «من ترضون دينه وخلقه»، احتياج المرأة الروحي ليس في الإسلام فقط، ففي بحث أميركي حديث تحدثت النساء عن احتياجاتهن الأساسية «طعام وحب وصلاة» الطعام كناية عن الاحتياجات المادية الأساسية للحياة، والحب يشمل الإحساس بالجمال والمحبة والأمان، أما الصلاة فهي الاحتياج الروحي الذي يدعم المرأة، والمرأة برقتها وشفافيتها أكثر تدينا من الرجل وأكثر احتياجا لسياج صلب يحميها ويحصنها.
سوف تعرفين مدى حب خطيبك لك إذا كان حريصا على راحتك ومصلحتك ومحترما لأسرتك وسمعتك، وللحب عطره الخاص الذي لاتخطئه فتاة مهما كانت ساذجة، الحب هو ارتياح متبادل ووقت يمر سريعا ورصيد إنساني إضافي بلا توتر ولا نزاع، وهو تلوين للحياة بألوان البهجة والفرح وإحساس داخلي بجمال الدنيا وروعتها.
استشارية تربوية
إقرأي أيضا: كيف أعرف نوع بشرتي؟