سمير إبراهيم علي متولي
الأب الناجح .. يتصور كثير من الآباء أن الحنان والعطف والرحمة صفات تختص بها الأم فقط، أما الأب فيجب أن يكون حازمًا شديدًا، حتى يتمكن من الضبط والربط داخل الأسرة.
هذا المفهوم يجب تصحيحه فالأب النموذجي رحيم بأبنائه عطوف عليهم، بينما الأب القاسي يسبب لهم الأمراض النفسية، والانحرافات السلوكية، وهذا ما تؤكده دراسات علم الاجتماع أن القدوة ضرورية في حياة الإنسان، والأطفال بطبيعة حالهم يحاكون أبويهم حتى قبل أن يتعلموا الكلام فيكون تعليم الطفل بهذه الطريقة أفضل بكثير، حيث يكون أمامه نموذج حي حتى يقلده في كل شيء في حياته.
ومن الآباء من لا يراعي الرحمة مع أبنائه ولا الحنان في معاملتهم فيكونون أشد عليهم من الآخرين، وذلك يترك في نفوسهم جروحًا لا تزول ولو بمرور السنين.
وهنا يجب أن نوضح معنى العطف والرحمة الذي نقصده وهو ألا يتهاون الأب مع أولاده في مواطن الحزم، التي تتطلب وقفة قوية للأب يضع فيها الحدود لأبنائه، ويوضح لهم القواعد التي ينبغي ألا يحيدوا عنها، وكلنا نعلم أن المواقف التي تؤخذ من جانب الأب لأبنائه لا تنسى وتؤثر تأثيرًا شديدًا فيهم وتحفر في أذهانهم، ونذكر الآباء ببعض النقاط المهمة أو النصائح التي من الأفضل اتباعها في معاملتهم مع ابنائهم ومنها:
– تحلي الآباء بالصبر في معاملتهم مع الأبناء من المهارات الأبوية المهمة للتربية السليمة، فقد حذر الخبراء من كثرة معاملة الأولاد بالعنف خاصة إذا كانت طبيعة الأب عصبية أو كان سريع الغضب، كما حذروا أيضًا من ضرب الأبناء في لحظات الغضب باعتباره من الأخطاء الخطيرة التي لا تؤدي إلى تعليم أو توجيه سليم بل إلى آلام نفسية خطيرة.
– يعلم كل أب أن ابناءه يتعلمون بالحب قبل أن يتعلموا بالأمر أو الشدة، لذلك عليهم أن يحرصوا على أن يسود الحب بينهم وبين أبنائهم.
– على الأب أيضًا أن يجلس مع ابنه أو ابنته كل فترة، ويتقرب منهم ويسألهم عما يفكرون فيه أو إذا كان هناك شيء ما يؤلمهم أو يؤرقهم أو يضايقهم، ويسألهم أيضًا عن أحلامهم وطموحاتهم، فحوارات المصارحة مع الأبناء هي تفريغ نفسي وجداني هام جدا في التربية، حيث يشكو كثير من الآباء من عدم قدرتهم على التقرب من أبنائهم، والسبب في ذلك أنهم لم يحاوروهم في الصغر فيصعب ذلك عليهم في الكبر، وتكون النتيجة نشأة شبه جدار عال يفصل بينهم وبين ابنائهم يصعب بعد ذلك اختراقه.