التصنيفات: الأسرة

المفاهيم الخاطئة حول أصول العلاقة الزوجية

أصول العلاقة الزوجية .. على الرغم من أن التاريخ العربي والإسلامي زاخر بالعديد من النساء اللائي وقفن إلى جانب أزواجهن في السراء والضراء، وكن مدرسة تخرج فيها عظماء في مختلف ميادين الحياة، بل من النساء من تفوقن على الرجال في كثير من الأمور، وبرزت قيادات نسائية في مراحل التاريخ المختلفة وكان منهن الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله فإن الشواهد العملية تؤكد أن من نساء المسلمين اليوم من تستعلي على زوجها، ولا تتقي الله فيه، وهذا الصنف من النسوة يقع في دائرة النشوز، والنشوز كما يقع من الزوجة، فهو يقع كذلك من الزوج حين يستعلي على زوجته، ويسيء معاملتها، ويتطلع إلى واقع آخر مما ينتج عنه هدم الأسرة، وقد أشارت الدراسات العلمية إلى وجود هذه الظاهرة المؤلمة في المجتمعات العربية، ظاهرة وثقتها منظمة العفو الدولية، وهنا تظهر أهمية المؤسسات التربوية والإعلامية لإزالة أسباب النشوز وتفكك الأسر مما يتطلب ضرورة تغيير المفاهيم الخاطئة المرسخة حول أصول العلاقة بين المرأة والرجل، والمسؤولية المنوطة بكل منهما إزاء الآخر، وضرورة نشر الوعي بحقوق المرأة على زوجها، وحقوق الزوج على زوجته والتوعية بمخاطر الطلاق بعد أن ارتفعت نسبة العوانس والمطلقات في الوطن العربي بمعدلات قياسية، وهي من الظواهر التي فرضت نفسها أخيرًا، وأسفر عنها انتشار الزواج العرفي والزواج السري وعزوف الشباب عن الزواج بالطرق السوية والشرعية،

لفت انتباهي ذلك النداء الذي وجهته الأستاذة نفيسة شاهين الداعية والخبيرة الإسلامية، والذي قالت فيه «يا نساء المسلمين اتقين الله»، واستهدفت من ورائه تقوى الله في النفس والزوج والولد وفي جميع أمور الحياة، ولعلي أتفق معها فيما نادت به بعد أن ارتفعت معدلات الخلافات الزوجية، ووصلت هذه المعدلات إلى درجات عالية أصبح من واجب المؤسسات التي تعنى بقضية المرأة الاهتمام بها، ودراسة الأسباب الكامنة وراءها، والعمل على إيجاد الحلول اللازمة والعاجلة لها.

لقد أدى عدم تقوى الله إلى خلافات زوجية في العالم العربي بحيث أصبحت تشكل 65٪ من الخيانات الزوجية، وقد كشفت الدراسات الاجتماعية انحلال منظومة القيم في المجتمع العربي مما أدى إلى ارتفاع معدلات الطلاق بصورة مخيفة بسبب انعدام التواد والتراحم، حتى شملت 40٪ من المتزوجين حديثًا في كثير من البلاد العربية، هذا بالتالي أدى إلى انحراف الأطفال وتشردهم، وأصبح كل طرف يستخدم الأطفال كأسلحة يوجهها إلى الطرف الآخر، وتشير الإحصاءات إلى أنه يوجد في مصر وحدها 11 مليون عانس، وعلى الرغم من ذلك وجدنا من تخرج علينا بتشريع يمنع تعدد الزوجات، مما رفع نسبة العوانس والمطلقات والأرامل اللاتي يعشن بدون زوج يحميهن ويرعاهن، وينفق عليهن، ويلبي احتياجاتهن.

وقد خطت بعض الدول الإسلامية خطوات واسعة في هذا الاتجاه حيث سنت هذه الدول قوانين تمنع تعدد الزوجات، وهذا يعني إلغاء نص صريح في القرآن الكريم ينسجم مع فطرة الإنسان ويلبي غرائزه واحتياجاته، وهو تشريع لم يفرض على المرأة الزواج ممن لا تريد، ولكنه يترك لها حرية الاختيار، كما اشترط على الرجل الذي يتزوج بأكثر من واحدة أن يقيم العدل بين زوجاته، ورضخت بعض هذه الدول إلى ضغوط دولية بإلغاء التعدد، وتحريض المرأة على عدم طاعة زوجها، وإلغاء الولي، وهو ما يعكس الفكر المادي الذي يقيم العلاقة الزوجية على أساس نفعي، ويستبعد المودة والرحمة، ويبطل العمل بقوانين السماء وأصبحت القضية قضية جدلية تتناولها بعض الأقلام.

وقد طالبت هذه الأقلام بسن قوانين تعطي الزوجة الحق في إدخال زوجها السجن إذا دعاها لفراش الزوجية دون رضاها، كما طالبت بعدم اعتراض الزوج إذا أصطحبت زوجته صديقا لها إلى المنزل وأيدت حق ضرب الزوج، ولدينا الإحصاءات التي تفيد أن ما يقرب من 40٪ من الزوجات يضربن أزواجهن مما يشير إلى اختلال الموازين وانهيار الأخلاق وإشاعة الانحلال والانفلات في المجتمع العربي كما يشير إلى انقلاب الأدوار وارتفاع معدلات العنف الأنثوي نتيجة للتربية غير السوية للأطفال في المنازل، وغياب الوازع الديني، وإشاعة الفساد والفوضى عن طريق القنوات الفضائية وشبكة المعلومات الدولية.

ولعل من أبرز أسباب هذا الانهيار غياب منظومة القيم المستمرة في ثقافتنا الإسلامية، وانتشار الدعاية التي تمجد النموذج الغربي، وتسعى لطبع المرأة المسلمة وفقا لهذا النموذج مما كان له أبلغ الأثر في تمرد المرأة في بلادنا على العقد الذي يجمع القيم والأخلاق، وانفرطت معه حبات المسبحة مما آثار حفيظة المستشرقة الألمانية سيجرد هو نكة التي قالت إنه لا ينبغي أن تتخذ المرأة العربية نساء الغرب قدوة تحتذي بهن، ولكن عليها أن تتمسك بهدى الإسلام، وأن تلتمس المعايير والقيم العربية الأصيلة، فلا يخدعها هؤلاء الذين يسعون لإفساد المرأة العربية والأسرة المسلمة.

وأخيرًا تقول: إن وضع المرأة في العالم العربي في حاجة ماسة إلى تغيير في الثقافة السائدة في هذه المجتمعات، وعلى وسائل الإعلام والقنوات الفضائية أن تمتنع عن عرض المرأة كسلعة في الإعلانات وفي البرامج الدرامية وبرامج المنوعات، وأن تؤكد على احترام مشاعر المرأة وأنوثتها والاهتمام بها.

Share
admin

آحدث المواضيع

اضرار دواء تجريتول

اضرار دواء تجريتول     تجريتول هو دواء يستخدم لعلاج الصرع. يساعد في الوقاية من أنواع معينة من النوبات. كما أنه…

3 سنوات ago

كيف تعد حقيبة تدريبية ناجحة ؟

يبحث الجميع في مجال التدريب عن حقيبة تدريبية ناجحة تسهل إيصال البرنامج المعد للمتدربين ،وهي حقيبة تدريبية تضمن في نفس…

3 سنوات ago

أحبار طابعات اتش بيhp

أحبار طابعات اتش بيhp ذات الجودة العالية ستحصل على صور عالية الجودة كالفوتوغرافية، ومستندات بأحبار مقاومة للبهتان؛ لأن كل ما…

3 سنوات ago

أراضي مميزة في مخطط جوهرة العروس

هل تبحث عن فرصة للحصول على أرض مميزة تصلح للاستثمار الآمن أو السكن المتميز؟ يقدم لك مكتب المهم لعقارات جدة…

3 سنوات ago

اراضي في جوهرة العروس

مخطط جوهرة العروس المعتمد ضمن مخططات شمال مدينة جدة يوفر لكم عبر مكتب المهم للعقار فرصة امتلاك أراضي مميزة بالمخطط،…

3 سنوات ago

طريقة توثيق المصادر والمراجع APA

طريقة توثيق المصادر والمراجع APA إن من أهم الشروط التي يجب الالتزام بها عند عمل أي بحث علمي هو توثيق…

3 سنوات ago